شعب واحد

إلى أرواح شهداء العراق الأبرار

نحنُ شعبٌ واحدٌ، للحقِّ عَسْكَرْ   
لا نَهابُ الموتَ، مَهْما المَوتُ زَمْجَرْ

لا وربّي، لمْ نزايدْ إنْ هَتَفْنا:     
نحنُ نَفديكِ، ونَهْوى الموتَ أكثرْ

هذه بيروتُ يا بغدادُ تبكي     
إمسَحي الدَّمْعاتِ إنَّ الدَّمْعَ أَحْمَرْ

إنْ بَكَيْتِ الْيَوْمَ نَبْكي كُلَّ يومٍ     
كُلُّ شِبْرٍ مِنْكِ يا بَغْدادُ جَوْهَرْ

شَعْبُكِ الانسانُ قدْ أَضْحَى شهيداً     
كَبِّري منْ أَجْلِه.. فاللهُ أَكْبَرْ

حينَ أديانُ السَّمواتِ نَعَتْهُ      
خِلتُ أَنَّ اللهَ في العَلْياءِ كَبّرْ

ماتَ شِعْري حينَ أَفْنَتْنا حُروبٌ    
أَخْبريني إنْ سَمِعْتِ الْقَبْرَ أَشْعَرْ

أَخْبريني إِنْ رَأيْتِ الْحَرْفَ يَشْكو    
إنّهُ حَرْفي.. على كفّي تَكَسَّرْ

إنّهُ صَوتي.. وَهَلْ للصَّوْتِ وَقْعٌ      
حينَ نُطْقِي.. مِثْلَ أَحْلامٍ تَبَخَّرْ

إنَّهُ قَلْبي، أيا قلبي، ارْحَميني       
أنْتِ يا بَغْدادُ بالْمَظْلُومِ أَخْبَرْ

إنَّهُ عُمْري.. أيا عُمْراً تَهاوَى      
كُلُّهُمْ عاشوا.. وَمَوْتي لا يُفَسَّرْ

زُمْرَةٌ غدَّارَةٌ تَجْتاحُ أَرْضي       
تُشْبِهُ الشّيْطانَ، بلْ بالشرِّ أَشْطَرْ

تَقْتُلُ الأطْفالَ، تَسْبي طاهِراتٍ     
إِنْ وَصَفْنا الطُّهرَ.. قُلْنا: هُنَّ أَطْهَرْ

كفَّرونا بعد إيمانٍ وتقوى        
وتناسَوْا أنَّهُمْ باللهِ أَكْفَرْ

لا تقولي: النّارُ تَجْتاحُ الرَّوابي      
سَوْفَ لنْ تَبْقَى لأنَّ العُشْبَ أخْضَرْ

سوفَ لنْ تبقى لأنَّ الْحقّ أَقْوى     
مِنْ خَبيثٍ نفسَهُ في النَّاسِ فجَّرْ

نينوى والموصلُ الغنّاءُ أضحتْ      
ثورةً، كي من جنون الحقدِ تَثْأرْ

صانَها جيشٌ عظيمٌ لا يُبالي        
قدْ أتاها الْيَومَ منصوراً مُظفّرْ

قد أتاها.. والزّغاريدُ اسْتجابتْ      
أُنْظري الشّيطانَ بالإيمانِ يُقْهَرْ

أُنْظُريهِ كالأفاعي السُّودِ يَلْوي
تَحْتَ أَقْدامٍ منَ الفُولاذ يُنْحَرْ

هالَنا التَّشْريدُ يا بغدادُ قومي       
كيْ تُعيدي طفلَكِ الْباكي الْمُهَجَّرْ
**