ظلال


أَمْشي.. وَخَلْفي تُستَباحُ ظِلالُ
بِخُطوطِها السَّوداءِ هامَ سُؤالُ:

أَتَنامُ عَيْنُ الشِّعرِ مِلْءَ جُفونِها
وَعَلى الرُّموشِ مَصائِبٌ تَخْتالُ؟

يَعْيا الْعَويلُ بِثَـغْرِنا، فَكَأَنَّـنا
مُنـذُ الْبِدايَـةِ لَفَّنا الْبِـلْبالُ

أَعْـمارُنا رَهْنٌ بِحِفْظِ مَـراكِزٍ
يَطْـغى بِـها مُسْتَرْئِسٌ دَجَّالُ

يَتَثاءَبُ الإِهْـمالُ في نَبَضاتِـنا
فَيُريـحُنا بِنُعاسِـهِ الإِهْمـالُ

نَغْفو.. كَأَنَّ الْفَجْرَ مِنْ أَعْدائِنا
والْكَدَّ وَهْمٌ مُرْعِبٌ وَوَبالُ

نَحنُ اجْتَرَرْنا باحْتِرافٍ صَمْتَنا
فَتَعَظَّمَتْ بِسُكوتِنا الأَفْعالُ

لَمْ يَسْمَعِ الإِنْتاجُ فينا، فَالْقِوَى
خارَتْ، وَخارَتْ مِثْلَها الآمالُ

نَشْقى، إذا افْتَرَشَ الْهَناءُ رُبوعَنا
وَنَئِنُّ إَنْ حَضَنَ الْيَمينَ شِمالُ

أَفْضالُنا لا تَنْتَهـي.. فَرَذيلَةٌ
تَنْأَى، وأُخْرى فَوْقَنا تَنْهالُ

طُهْرُ النِّساءِ حِكايَةٌ، إنْ تَرْوِها
تَضْحَكْ عَلَيْكَ أَسِرَّةٌ وَرِجالُ

في شَرْقِنا الْعَرَبِيِّ يَطْلَـعُ ثائِرٌ
كَيْ تَهْتَدِيْ بِشُعاعِهِ الأَجْيالُ

لكِنَّهُ، والخُبْثُ في خَطَواتِهِ،
يَسْبِي الضَّميرَ وَما اشْتَهَتْهُ عِيالُ

لا ثَوْرَةٌ في الشَّرْقِ أَشْرَقَ نورُها
إلاَّ احْتَواها في الدُّجَى مِكْيالُ

زُعَماؤنا، دَرْبُ الْخِيانَةِ دَرْبُهُمْ
لِيَقودَنا نَحْوَ الضَّلالِ ضَلالُ

إنْ صَمَّموا، فَالْغَدْرُ في تَصْميمِهِمْ
وَتَكَلَّموا، فَلُعابُهُمْ يَحْتـالُ

بِئْسَ الزَّمانُ زَمانُنا.. فَبِلادُنا
عِنْدَ الشَّدائِدِ عافَها الأَبْطالُ

يا شاعِراً صاغَ الإِلهُ حُروفَهُ
أَنِّبْ.. لِتَرْدَعَ شَعْبَكَ الأَقْوالُ

أَنْتَ الْقَوِيُّ عِبـارَةً وَعَزيمَةً
وإلَيْكَ يَرْنو في العَشِيَّةِ بالُ
**